يُعد يوم الأسرة (Family Day) في كندا عطلة عامة مرموقة، مخصصة للاحتفاء بقيمة الترابط الأسري وأهمية الوقت المشترك. ورغم أن هذا اليوم يقع عادة في شهر فبراير، إلا أن توقيته يختلف قليلًا بين المقاطعات التي تحتفل به، ما يعكس الطبيعة الاتحادية لكندا حيث تتمتع كل مقاطعة بصلاحية تحديد عطلاتها الرسمية.
يُحتفل بيوم الأسرة في خمس مقاطعات كندية، ولكن على تاريخين مميزين. ففي مقاطعة كولومبيا البريطانية، يصادف يوم الأسرة دائمًا يوم الاثنين الثاني من شهر فبراير. بينما في مقاطعات ألبرتا وأونتاريو وساسكاتشوان ونيو برونزويك، يُحتفل به في يوم الاثنين الثالث من فبراير. هذا التاريخ الأخير يتزامن في بعض هذه المقاطعات مع "يوم التراث" (Heritage Day)، وهو ما يضيف بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا للاحتفالات، حيث تُشجع العائلات على استكشاف جذورها وتاريخها العائلي الغني والمساهمات التي قدمتها الأجيال السابقة في بناء الأمة.
أصول وتاريخ يوم الأسرة
لم يكن يوم الأسرة عطلة وطنية موحدة في كندا منذ فترة طويلة، بل هو إضافة حديثة نسبيًا في روزنامة العطلات العامة في عدة مقاطعات. كانت ألبرتا هي أول مقاطعة تتبنى هذه العطلة في عام 1990، بهدف منح سكانها يومًا إضافيًا للاسترخاء وقضاء الوقت مع أحبائهم خلال شهر فبراير الطويل والخالي من العطلات. لحقتها ساسكاتشوان في عام 2007، ثم أونتاريو في عام 2008، وكولومبيا البريطانية في عام 2013، وأخيرًا نيو برونزويك في عام 2018. تبرز هذه العطلة التزام المقاطعات بتعزيز الروابط الأسرية في مجتمع يتزايد فيه إيقاع الحياة.
احتفالات وأنشطة يوم الأسرة
جوهر يوم الأسرة يكمن في لم شمل العائلات وتعزيز أواصر المحبة والترابط. إنه يوم مثالي لتعليق الالتزامات اليومية والتركيز على الروابط الشخصية. يحتفل العديد من الكنديين باليوم من خلال الانخراط في مجموعة متنوعة من الأنشطة العائلية، التي تتراوح بين البساطة والمغامرة:
- الألعاب والترفيه المنزلي: تفضل العديد من العائلات قضاء وقت ممتع في المنزل بممارسة ألعاب الطاولة المبهجة، أو مشاهدة الأفلام العائلية، أو حتى طهي وجبة خاصة معًا.
- الأنشطة الثقافية والتعليمية: يختار البعض زيارة المتاحف المحلية أو المعارض الفنية أو حتى المكتبات العامة، التي غالبًا ما تنظم فعاليات خاصة بهذه المناسبة لتثقيف الأطفال والكبار حول التراث والتاريخ المحلي.
- الأنشطة الخارجية: على الرغم من برودة فبراير، يستغل البعض فرصة الطقس الشتوي للاستمتاع بالهواء الطلق، مثل التزلج على الجليد في الحلبات العامة، أو المشي في المتنزهات الطبيعية، أو بناء رجال الثلج، مما يضيف بهجة خاصة للطفولة في هذا الموسم.
- السفر وزيارة الأقارب: نظرًا لكونه يمثل عطلة نهاية أسبوع طويلة (ثلاثة أيام)، يستغل الكثيرون هذه الفرصة للسفر لمسافات قصيرة لزيارة الأقارب والأصدقاء الذين يعيشون في مدن أخرى، مما يعزز الروابط الاجتماعية والعائلية الأوسع.
يعتبر هذا اليوم بمثابة تذكير سنوي بأهمية الأسرة كأحد أعمدة المجتمع الأساسية، وضرورة تخصيص وقت نوعي لها بعيدًا عن ضغوط العمل والحياة اليومية.
أسئلة متكررة حول يوم الأسرة في كندا
- متى يتم الاحتفال بيوم الأسرة في كندا؟
- يُحتفل بيوم الأسرة في يوم الاثنين الثاني من فبراير في كولومبيا البريطانية، وفي يوم الاثنين الثالث من فبراير في ألبرتا، أونتاريو، ساسكاتشوان، ونيو برونزويك.
- لماذا يختلف تاريخ يوم الأسرة بين المقاطعات؟
- يعود هذا الاختلاف إلى الطبيعة الفيدرالية للحكم في كندا، حيث تتمتع كل مقاطعة بصلاحية تحديد عطلاتها الرسمية وفقًا لجدولها الزمني وتراثها الخاص. هذا يسمح للمقاطعات بتكييف الأعياد لتناسب احتياجات سكانها.
- ما هي الأنشطة الشائعة في يوم الأسرة؟
- تشمل الأنشطة الشائعة قضاء الوقت في المنزل مع العائلة (ألعاب الطاولة، مشاهدة الأفلام)، زيارة المعارض الفنية أو المتاحف، الأنشطة الخارجية مثل التزلج على الجليد، أو السفر لزيارة الأقارب والأصدقاء.
- هل تحتفل جميع المقاطعات الكندية بيوم الأسرة؟
- لا، لا تحتفل جميع المقاطعات الكندية بيوم الأسرة. على سبيل المثال، مقاطعات مثل كيبيك ونوفا سكوشا ونيوفاوندلاند ولابرادور وجزيرة الأمير إدوارد لا تُعلن يوم الأسرة عطلة رسمية، على الرغم من أن بعضها قد يكون لديه عطلات أخرى في أوقات مقاربة.