يُعد يوم الرابع والعشرين من يونيو من كل عام موعدًا ثابتًا للاحتفال بيوم القديس يوحنا المعمدان، وهي مناسبة ذات أهمية بالغة في التقليد المسيحي. تخلد هذه الذكرى التعميد الأيقوني ليسوع المسيح في مياه نهر الأردن المقدسة، وذلك على يد القديس يوحنا نفسه الذي كان مبشرًا وممهدًا لطريق السيد المسيح. ورغم أن هذا اليوم يُحتفل به في مختلف أنحاء العالم المسيحي، إلا أن له مكانة خاصة وأبعادًا فريدة في مقاطعة كيبيك الكندية، حيث يتجاوز كونه مجرد احتفال ديني ليصبح رمزًا للهوية الكيبيكية الغنية.

القديس يوحنا المعمدان: شخصية محورية ودور تاريخي

القديس يوحنا المعمدان، المعروف أيضًا بيوحنا المعمداني، هو شخصية نبوية بارزة في المسيحية والإسلام. يُعتقد أنه ابن النبي زكريا وأليصابات، وابن عم يسوع المسيح. كان دوره محوريًا في إعداد الناس لمجيء المسيح، حيث كان يبشر بالتوبة ويعمد الناس في نهر الأردن كرمز للتطهير من الخطايا واستعدادًا للخلاص. تعميده ليسوع لم يكن مجرد حدث عادي، بل كان بداية لرسالة يسوع العلنية، ويُعتبر أساسًا لسر المعمودية الذي يمثل الطهارة والتجديد الروحي في المسيحية. هذا الحدث التاريخي، الذي جرى في مياه نهر الأردن، يُضفي على المناسبة بعدًا روحيًا عميقًا يربط المحتفلين بتراثهم العقائدي.

من عيد ديني إلى عيد وطني: مسيرة الاحتفال في كيبيك

في كيبيك، تطورت مكانة يوم القديس يوحنا المعمدان بشكل لافت، ليصبح أكثر من مجرد احتفال ديني. ففي عام 1977، أقرّت حكومة كيبيك برئاسة رينيه ليفيك هذا اليوم رسميًا باعتباره "العيد الوطني لكيبيك" (Fête Nationale du Québec). هذا القرار حول المناسبة إلى رمز قوي للهوية الثقافية واللغوية لمواطني كيبيك الناطقين بالفرنسية، وتعبيرًا عن فخرهم بتراثهم الفريد ضمن الاتحاد الكندي. يُعرف هذا اليوم بتسميات متعددة تعكس أبعاده المختلفة، مثل "عيد سان جان بابتيست" (Fête de la Saint-Jean-Baptiste) الذي يشير إلى أصوله الدينية، أو ببساطة "لا سان جان" (La Saint-Jean) كتعبير شعبي مألوف. كونه عطلة عامة، فإنه يسمح لجميع الكيبيكيين بالمشاركة في الاحتفالات التي تعم المقاطعة.

أجواء احتفالية صاخبة: مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني

تتحول كيبيك بأكملها في هذا اليوم إلى ساحة احتفالية كبرى، حيث تتضافر جهود الحركة الوطنية لكيبيك والمجتمعات المحلية لتنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات المبهجة التي تجذب الآلاف، وتتنوع بين الاحتفالات العامة الكبرى والتجمعات العائلية الحميمة:

احتفالات عائلية تقليدية وليلة ما قبل العيد

إلى جانب الفعاليات العامة، يُعد يوم القديس يوحنا المعمدان فرصة ذهبية للعائلات والأصدقاء للاجتماع والاحتفال بشكل خاص:

أسئلة متكررة حول العيد الوطني لكيبيك

ما هو يوم القديس يوحنا المعمدان؟
هو مناسبة مسيحية تُحتفل بها في 24 يونيو من كل عام لتخليد ذكرى تعميد يسوع المسيح على يد القديس يوحنا المعمدان في نهر الأردن. في كيبيك، تطور هذا اليوم ليصبح العيد الوطني للمقاطعة، رمزًا للهوية الثقافية والوطنية.
لماذا يُحتفل بيوم القديس يوحنا المعمدان بشكل خاص في كيبيك؟
تُعتبر هذه المناسبة في كيبيك احتفالًا مزدوجًا؛ فهي تُشكل ذكرى دينية مهمة، وفي الوقت نفسه، هي العيد الوطني الرسمي للمقاطعة منذ عام 1977. يرمز هذا اليوم إلى الفخر بالهوية الكيبيكية الناطقة بالفرنسية، والتراث الغني، والثقافة الفريدة للمقاطعة.
ما هي أبرز الأنشطة التي تميز احتفالات العيد الوطني لكيبيك؟
تتضمن أبرز الأنشطة مسيرات كبرى، وحفلات موسيقية مجانية، وعروض ألعاب نارية مبهرة. كما تشمل الاحتفالات تجمعات عائلية للنزهات وحفلات الشواء، وإقامة معارض ترفيهية وعروض رقصات شعبية. وتُعد نيران الفرح (Feux de joie) التي تُشعل في ليلة 23 يونيو من التقاليد المحببة والمميزة.