يُعد يوم فيكتوريا، المعروف أيضاً باسم "عيد الملكة"، عطلة كندية رسمية محملة بالتاريخ والتقاليد، ويحتفل بها الكنديون بحماس وفرح. سُميت هذه العطلة تكريماً للملكة فيكتوريا، التي اعتلت العرش البريطاني في الفترة من 1837 إلى 1901، وكانت الملكة الحاكمة لكندا عند تأسيس الاتحاد الكندي (الكونفدرالية) عام 1867. يتم الاحتفال بهذه المناسبة في يوم الاثنين الذي يسبق الخامس والعشرين من مايو، مما يخلق عطلة نهاية أسبوع طويلة ومحبوبة تُعرف باسم "عطلة نهاية أسبوع يوم فيكتوريا". يتم الاحتفال به على نطاق واسع في جميع أنحاء كندا، وتحديدًا في عشر مقاطعات، حيث يمثل نقطة تحول ثقافية وجوية مهمة.
الانتقال من الشتاء إلى الصيف: رمزية يوم فيكتوريا
أبعد من كونه مجرد عطلة رسمية، يمثل يوم فيكتوريا نهاية غير رسمية لفصل الشتاء الطويل والقارس في كندا، ويُنظر إليه على نطاق واسع كبداية لموسم الصيف. بعد شهور من الثلوج والجليد ودرجات الحرارة المتجمدة، يترقب الكنديون بفارغ الصبر هذا اليوم كعلامة على بدء الدفء، وعودة الحياة في الهواء الطلق، وتجديد الأنشطة الصيفية. يعتبر هذا التحول موسماً حيوياً للعديد من القطاعات:
- الزراعة: يبدأ المزارعون، الذين تحملوا قيود الشتاء على أراضيهم، في زراعة محاصيلهم الربيعية والصيفية. تعج الحقول بالحياة مجددًا، وتتحول المساحات الخضراء المترامية الأطراف إلى لوحة من النمو والازدهار، مما يمهد الطريق لإنتاج وفير.
- المنازل الترفيهية: يستعد أصحاب المنازل الترفيهية، أو ما يُعرف محلياً بـ "الأكواخ الصيفية" أو "الداتشا"، لموسم الصيف بعد إغلاقها طوال الشتاء. في المناطق الباردة من البلاد، حيث تُعد الأكواخ ملاذات صيفية محببة، يبدأ الناس في تنظيف وتجهيز مساكنهم الريفية على ضفاف البحيرات أو في الغابات، وهي طقوس سنوية تُعيد فتح أبواب الراحة والترفيه العائلي.
- المتنزهات والترفيه: تفتح العديد من المتنزهات الوطنية والإقليمية والمحلية أبوابها بشكل كامل استعدادًا لاستقبال الزوار في فصل الصيف. وهذا يشمل المعسكرات، ومسارات المشي لمسافات طويلة، ومناطق التنزه، ومرافق الشاطئ. يُعد افتتاح المتنزهات دعوة للكنديين للاستمتاع بالطبيعة الخلابة لبلادهم وممارسة الأنشطة الخارجية مثل التخييم، والتجديف، ورياضات الماء.
احتفالات يوم فيكتوريا: أضواء وبهجة ومسيرات
تتألف احتفالات يوم فيكتوريا من مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تعكس روح الفرح والتجمع. تُعد عطلة نهاية الأسبوع هذه فرصة للعائلات والأصدقاء للاجتماع، وإقامة حفلات الشواء، والاستمتاع ببدء موسم الطقس الدافئ. من أبرز مظاهر الاحتفال:
- عروض الألعاب النارية: تُضيء سماء المدن الكندية بألوان مبهرة من الألعاب النارية الاحتفالية. تُنظم عروض ضخمة في العديد من المدن، لا سيما في المراكز الحضرية الكبرى مثل تورنتو وهاميلتون في أونتاريو، حيث تُقام عروض مذهلة تجذب الآلاف من المتفرجين. تتراقص الأضواء المتلألئة في الليل، وتُشكل لوحة فنية ساحرة تُعبر عن البهجة والاحتفال. كما تُطلق العائلات في منازلهم الألعاب النارية الخاصة بهم، مما يخلق أجواءً من المرح والتسلية في الأحياء السكنية.
- المسيرات الاحتفالية: تُعد المسيرات جزءاً لا يتجزأ من احتفالات يوم فيكتوريا في العديد من المجتمعات. تُقام واحدة من أبرز هذه المسيرات وأقدمها في كولومبيا البريطانية، وتحديداً في مدينة فيكتوريا، عاصمة المقاطعة التي تحمل اسم الملكة أيضاً. تُعرف مسيرة يوم فيكتوريا في فيكتوريا سيتي بتاريخها الغني ومشاركتها الواسعة، حيث تضم فرق موسيقية، وعربات مزينة، ومنظمات مجتمعية، وقوات مسلحة، مما يجعلها حدثاً لا يُنسى ويجذب الزوار من جميع أنحاء المقاطعة.
أسئلة متكررة حول يوم فيكتوريا
- ما هو يوم فيكتوريا ولماذا يتم الاحتفال به؟
- يوم فيكتوريا هو عطلة كندية رسمية تُحتفل بها تكريماً للملكة فيكتوريا، التي كانت ملكة كندا وقت الكونفدرالية. يمثل هذا اليوم أيضاً بداية غير رسمية لموسم الصيف والأنشطة الخارجية في كندا، مما يجعله وقتاً للاحتفال بالتاريخ والطقس الدافئ.
- هل يُحتفل بيوم فيكتوريا في جميع أنحاء كندا؟
- نعم، يُحتفل بيوم فيكتوريا على نطاق واسع كعطلة فيدرالية في معظم أنحاء كندا، وتحديداً في عشر مقاطعات. بينما قد تختلف تفاصيل الاحتفال أو تسميته في بعض المقاطعات الأخرى، إلا أنه يُعرف عموماً بكونه عطلة وطنية محبوبة.
- ما هي الأنشطة الشائعة في يوم فيكتوريا؟
- تشمل الأنشطة الشائعة في يوم فيكتوريا وعطلة نهاية أسبوعه الطويلة إطلاق الألعاب النارية، وحضور المسيرات الاحتفالية، وإقامة حفلات الشواء والتجمعات العائلية، وافتتاح الأكواخ الصيفية، وزيارة المتنزهات للاستمتاع بالأنشطة الخارجية مثل التخييم والمشي لمسافات طويلة.