إثنين الفصح، المعروف أيضًا بيوم الاثنين التالي لعيد القيامة المجيد، ليس مجرد يوم عادي في التقويم، بل يعتبر عطلة رسمية في عدد لا بأس به من الدول حول العالم. هذه العطلة تمنح الناس فرصة إضافية للاحتفال بعيد الفصح وتمديد أجواء الفرح الروحية التي بدأت في يوم الأحد المقدس. إنها فترة للتأمل العائلي، والراحة بعد أسبوع الآلام، والانخراط في التقاليد الخاصة التي قد تشمل تجمعات الأقارب أو نزهات في الهواء الطلق، حيث لا تزال البهجة بقيامة المسيح تملأ الأجواء.

تشمل هذه الدول، على سبيل المثال لا الحصر، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا والمملكة المتحدة (حتى وقت قريب)، وبعض الولايات الأمريكية، بالإضافة إلى العديد من دول أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية. تختلف الأسباب وراء كونه عطلة، لكنها غالبًا ما ترتبط بالرغبة في تكريس مزيد من الوقت للاحتفال بأحد أهم الأعياد المسيحية، وتوفير يوم للراحة والتجمع بعد الاحتفالات الكبيرة ليوم أحد الفصح.

زمن الفصح في التقويم الغربي الطقسي

في سياق التقويم الغربي الطقسي المسيحي، الذي تتبعه الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية الرئيسية، يُعرف إثنين الفصح بأنه اليوم الثاني من فترة "زمن الفصح" أو "إستيرتايد" (Eastertide). هذه الفترة المبهجة ليست مجرد يوم واحد، بل هي احتفال يمتد لخمسين يومًا كاملة، تبدأ من أحد الفصح (يوم القيامة المجيد) وتتواصل حتى حلول عيد العنصرة (البنطيكوست).

يعتبر زمن الفصح ذروة السنة الليتورجية، وهو مكرس للاحتفال بقيامة المسيح المظفرة، وظهوره لتلاميذه، وصعوده إلى السماء، وتتويجاً بنزول الروح القدس على الرسل. خلال هذه الأيام الخمسين، تتوشح الكنائس باللون الأبيض (أو الذهبي) الذي يرمز للنقاء والفرح والانتصار، وتتعالى تراتيل "هللويا" بشكل متواصل، معبرة عن البهجة الغامرة بالخلاص الذي جلبه القيامة.

الأسبوع المشرق في الطقوس البيزنطية

على الجانب الآخر من الطيف المسيحي، في الطقوس البيزنطية التي تتبعها الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الكاثوليكية الشرقية، يُعرف إثنين الفصح باليوم الثاني من "الأسبوع المشرق" (Bright Week) أو "أسبوع التجديد". يُعد هذا الأسبوع بأكمله فترة من الفرح الهائل وغير المنقطع، تبدأ من ليلة أحد الفصح وتستمر حتى السبت التالي، وتعتبر جزءًا من احتفال الفصح نفسه.

في الأسبوع المشرق، تُترك أبواب الكنائس مفتوحة بشكل رمزي كإشارة إلى القبر الفارغ وللنصر النهائي للمسيح على الموت، حيث لم يعد القبر قادرًا على احتجازه. خلال هذه الأيام، تُرفع جميع أشكال الصيام، وتُقام الصلوات بأناشيد الفصح المبهجة، وينخرط المؤمنون في احتفالات مجتمعية تعكس فيض الفرح بقيامة الرب. يتميز هذا الأسبوع أيضًا بتوزيع الخبز الفصحي المقدس (Antidoron) بشكل يومي، كرمز للجسد المقام للمسيح.

الاحتفال المشترك بالقيامة

على الرغم من اختلاف التسميات والطقوس التفصيلية بين التقويمين الغربي والبيزنطي، إلا أن الهدف الأساسي واحد: الاحتفال البهيج بقيامة يسوع المسيح من الأموات وفتح أبواب الرجاء والحياة الأبدية للبشرية. كلتا الفترتين، زمن الفصح والأسبوع المشرق، هما شهادة للفرح الذي يجلبها انتصار المسيح على الخطيئة والموت، وتدعو المؤمنين للاستمتاع بثمار القيامة الروحية.

أسئلة متكررة حول إثنين الفصح

ما هو إثنين الفصح؟
إثنين الفصح هو يوم الاثنين الذي يلي أحد الفصح، ويُعتبر امتدادًا للاحتفالات بيوم القيامة. إنه يوم للراحة والتأمل والاستمرار في الاحتفال بانتصار المسيح.
لماذا يُعتبر إثنين الفصح عطلة في بعض البلدان؟
يُعتبر عطلة للسماح للمؤمنين بتمديد فترة الاحتفال بعيد الفصح، وهو أحد أهم الأعياد المسيحية. كما يوفر فرصة للعائلات للتجمع والاستمتاع بأجواء العيد بعد أسبوع الآلام والقداسات الاحتفالية في أحد الفصح.
ما الفرق بين زمن الفصح والأسبوع المشرق؟
كلاهما يشيران إلى فترة احتفالية بعد أحد الفصح، لكنهما يتبعان تقويمين طقسيين مختلفين. "زمن الفصح" (Eastertide) هو فترة الخمسين يومًا في التقويم الغربي، بينما "الأسبوع المشرق" (Bright Week) هو الأسبوع الأول بعد الفصح في الطقوس البيزنطية الشرقية. كلاهما يحتفل بقيامة المسيح، لكن بطرق طقسية مميزة لكل تقليد.
ما هي بعض التقاليد المرتبطة بإثنين الفصح؟
تختلف التقاليد حسب المنطقة. ففي بعض البلدان مثل بولندا والمجتمعات البولندية حول العالم، يُعرف إثنين الفصح بـ "يوم دنجوس" (Dyngus Day) حيث تُقام احتفالات تقليدية تتضمن رش الماء وضربات خفيفة بصفصاف الدجاج في جو من المرح. في بلدان أخرى، يكون التركيز على التجمعات العائلية وتناول وجبات خاصة، أو المشاركة في فعاليات مثل دحرجة البيض الملون في الحدائق العامة، وهي رمزية لتدحرج الحجر عن قبر المسيح.