يُعدّ يوم الاستقلال، المعروف أيضًا بيوم الرابع من يوليو، يومًا محوريًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ومناسبة وطنية تحتفل بها البلاد بأكملها. هذه العطلة الفيدرالية ليست مجرد يوم إجازة، بل هي احتفال بذكرى ميلاد أمة، وتحديداً إعلان استقلال المستعمرات الأمريكية الثلاث عشرة عن الحكم البريطاني واعتماد وثيقة إعلان الاستقلال التاريخية في الرابع من يوليو عام 1776. في ذلك اليوم المشهود، اجتمع المندوبون من هذه المستعمرات – مثل فرجينيا وماساتشوستس وبنسلفانيا ونيويورك – في فيلادلفيا، وتحديداً في دار ولاية بنسلفانيا (المعروفة اليوم بقاعة الاستقلال)، لتبني وثيقة صاغها توماس جيفرسون بشكل أساسي. هذه الوثيقة لم تعلن فقط انفصال هذه المستعمرات وتحولها إلى ولايات مستقلة ذات سيادة، بل وضعت أيضًا الأسس الفلسفية للحكم الذاتي وحقوق الإنسان، مبرزة المظالم ضد الملك جورج الثالث ومؤكدة على حق الشعب في تقرير مصيره بعد سنوات من التوتر المتزايد الذي أفضى إلى الثورة الأمريكية.
تتجلّى روح الاحتفال بيوم الاستقلال في الرابع من يوليو من كل عام عبر مجموعة واسعة من الفعاليات التي تعكس التقاليد الأمريكية العريقة والروح الوطنية. لعلّ أبرز هذه الاحتفالات هي عروض الألعاب النارية المذهلة التي تضيء سماء المدن الكبرى والبلدات الصغيرة على حد سواء، مذكرة بـ "وهج الصواريخ الحمراء" الذي ذُكر في النشيد الوطني للولايات المتحدة ويعكس القوة والحيوية. تُقام أيضًا حفلات الشواء العائلية في الساحات الخلفية والحدائق العامة، حيث تتجمع العائلات والأصدقاء للاستمتاع بالأطعمة الأمريكية التقليدية مثل الهوت دوغ والهامبرغر وخبز الذرة، في أجواء من الألفة والبهجة التي تُعزز الروابط المجتمعية. بالإضافة إلى ذلك، تشهد المدن تنظيم مسيرات احتفالية ضخمة مزينة بالألوان الوطنية، تُعزف فيها الموسيقى الحماسية، وتُلقى الخطب السياسية التي تستذكر مبادئ الحرية والديمقراطية التي قامت عليها الأمة، وتُجدد العهود بالولاء للمثل العليا للبلاد. كما تُقام العديد من الأحداث العامة والخاصة، مثل الحفلات الموسيقية في الهواء الطلق، وإعادة تمثيل الأحداث التاريخية التي تُحيي ذكريات الماضي، ومباريات البيسبول التي تُعتبر "رياضة أمريكا الوطنية"، كلها تهدف إلى تكريم تاريخ الولايات المتحدة الغني وتعزيز الشعور بالهوية والفخر الوطني لدى الأجيال الحالية والقادمة.
أسئلة متكررة حول يوم الاستقلال الأمريكي
- ما هو يوم الاستقلال الأمريكي؟
- يوم الاستقلال هو عطلة فيدرالية رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، يحتفل بالذكرى السنوية لإعلان استقلال المستعمرات الأمريكية الثلاث عشرة عن الحكم البريطاني واعتماد وثيقة إعلان الاستقلال في 4 يوليو 1776، مما يرمز إلى ميلاد الأمة الأمريكية المستقلة.
- لماذا يُحتفل بيوم الاستقلال في 4 يوليو؟
- يُحتفل به في هذا التاريخ تحديدًا لأنه اليوم الذي اعتمد فيه الكونغرس القاري رسميًا وثيقة إعلان الاستقلال في عام 1776، والتي صاغها توماس جيفرسون بشكل أساسي، على الرغم من أن التصويت الفعلي على الاستقلال حدث قبل ذلك بيومين في 2 يوليو.
- كيف يحتفل الأمريكيون بيوم الاستقلال عادةً؟
- تتنوع الاحتفالات وتُضفي طابعاً وطنياً واجتماعياً عليها، فتشمل عروض الألعاب النارية الكبرى التي تضيء السماء، وحفلات الشواء العائلية في المنازل والحدائق، والمسيرات الوطنية الكبيرة، والخطب السياسية التي تُذكر بمبادئ التأسيس، والحفلات الموسيقية، وفعاليات إعادة تمثيل الأحداث التاريخية، بالإضافة إلى رفع العلم الأمريكي في كل مكان.
- هل يوم الاستقلال عطلة رسمية؟
- نعم، هو عطلة فيدرالية رسمية في الولايات المتحدة، مما يعني إغلاق معظم المؤسسات الحكومية، والبنوك، ومكاتب البريد، وحصول الموظفين الفيدراليين على إجازة مدفوعة الأجر في هذا اليوم.