يوم تحرير سيناء، الذي يوافق الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، ليس مجرد يوم عطلة رسمية في جمهورية مصر العربية، بل هو مناسبة وطنية عظيمة تتجسد فيها أسمى معاني الفداء والصمود والإصرار على استعادة الحق. يمثل هذا اليوم تتويجاً لجهود مصر الدبلوماسية والعسكرية لاستعادة شبه جزيرة سيناء الحبيبة من السيادة الإسرائيلية، بعد احتلال دام لأكثر من 15 عاماً تلا حرب يونيو 1967.
لقد كانت حرب أكتوبر 1973، المعروفة أيضاً بحرب العاشر من رمضان أو حرب يوم الغفران، هي نقطة التحول الحاسمة التي مهدت الطريق للحل الدبلوماسي. فقد غيرت هذه الحرب، التي خاضتها القوات المسلحة المصرية ببسالة وعبرت فيها قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع، موازين القوى في المنطقة وأثبتت قدرة الجندي المصري على التحدي واستعادة المبادرة العسكرية والسياسية، مما فتح الباب أمام المفاوضات السلمية.
وجاءت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التي وقعت عام 1979 في واشنطن بعد اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، لتضع إطاراً زمنياً ومرحلياً للانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء. وقد تم هذا الانسحاب على عدة مراحل، كان آخرها في الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، لترفع الراية المصرية خفاقة على آخر بقعة من أرض سيناء بعد عقود من الصراع، وهو ما يُحتفل به في هذا اليوم كرمز للنصر والسلام.
رمز للتضحية والوطنية
في يوم تحرير سيناء، يجدد المصريون العهد لشهداء الوطن الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب سيناء الطاهر في سبيل استعادتها. إنه يوم لاستذكار بطولات وتضحيات القوات المسلحة المصرية، من ضباط وجنود، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، مؤكدين أن الأرض هي العرض والشرف الذي لا يمكن التفريط فيه. تُقام في هذا اليوم العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية التي تتضمن وضع أكاليل الزهور على النصب التذكارية للشهداء، وتنظيم الندوات التاريخية والثقافية التي تستعرض مسيرة النضال من أجل استعادة الأرض، وتؤكد على روح الوحدة الوطنية وقيمة التضحية من أجل رفعة شأن مصر.
سيناء: كنز طبيعي ووجهة سياحية عالمية
بالإضافة إلى الأهمية التاريخية والعسكرية، يحتفل المصريون في هذا اليوم بجمال سيناء الطبيعي الساحر الذي لا يُضاهى. فشبه جزيرة سيناء، بموقعها الفريد الذي يربط قارتي آسيا وأفريقيا، تعد كنزاً وطنياً لا يقدر بثمن، فهي تزخر بتنوع بيئي وجغرافي مذهل. من الجبال الشاهقة ذات الألوان المتغيرة مع شروق وغروب الشمس، مثل جبل موسى وجبل سانت كاترين، إلى الوديان الصحراوية الشاسعة ذات التكوينات الصخرية الفريدة التي تحكي قصص آلاف السنين.
وعلى طول سواحلها الممتدة على خليج العقبة والبحر الأحمر، تقع بعض من أروع الوجهات السياحية في العالم. فمدن مثل شرم الشيخ، دهب، نويبع، وطابا أصبحت ملاذاً للباحثين عن الهدوء والمغامرة على حد سواء. تتميز هذه المدن بشواطئها الذهبية ومياهها الفيروزية الصافية وشعابها المرجانية البكر التي تعد من أغنى النظم البيئية البحرية في العالم، مما يجعلها جنة لمحبي الغطس والغطس الحر ومشاهدة الأسماك الملونة والحياة البحرية المتنوعة. كما توفر سيناء فرصاً لا مثيل لها للمغامرات الصحراوية مثل رحلات السفاري بالدراجات الرباعية وتسلق الجبال وزيارة المخيمات البدوية للاستمتاع بالضيافة الأصيلة والتعرف على ثقافة البدو العريقة. إن استعادة سيناء لمصر لم تكن مجرد استعادة أرض، بل استعادة كنز سياحي واقتصادي وثقافي يدعم الاقتصاد المصري ويسهم في تعريف العالم بثراء مصر وعمق تاريخها.
أسئلة شائعة حول يوم تحرير سيناء
- متى يتم الاحتفال بيوم تحرير سيناء؟
- يحتفل المصريون بيوم تحرير سيناء في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، وهو يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.
- ما هو الدور الذي لعبته معاهدة السلام في تحرير سيناء؟
- كانت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التي وقعت عام 1979 بناءً على اتفاقيات كامب ديفيد 1978، الإطار الدبلوماسي الذي حدد مراحل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء، والذي اكتمل في 25 أبريل 1982، باستثناء منطقة طابا التي تم استعادتها لاحقاً بالتحكيم الدولي عام 1989.
- ما هي أهمية سيناء الاقتصادية لمصر؟
- تعد سيناء ذات أهمية اقتصادية بالغة لمصر، بفضل مواردها الطبيعية الغنية من معادن ومحاجر، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يضم ممرات ملاحية حيوية. كما أنها تُعتبر قطباً سياحياً عالمياً رئيسياً بمدنها الساحلية الشهيرة مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا، والتي تجذب ملايين السياح سنوياً لممارسة الأنشطة البحرية والصحراوية، مما يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني المصري وتوفير فرص العمل.