يُعدّ عيد استقلال إسرائيل، المعروف باللغة العبرية بـ "يوم هعتسماؤوت" (Yom Ha'atzmaut)، مناسبة وطنية محورية تحتفي بلحظة تاريخية فارقة: إعلان قيام دولة إسرائيل الحديثة عام 1948. هذا اليوم ليس مجرد احتفال بانتهاء مرحلة، بل هو تتويج لقرون من التطلعات وبداية لعهد جديد من السيادة الوطنية. إنه اليوم الذي أعلنت فيه الحركة الصهيونية إقامة الدولة اليهودية في أرض فلسطين التاريخية، وهو ما تزامن مع اللحظات الأخيرة لانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
تعود جذور هذا الاحتفال إلى 14 مايو 1948 (الموافق للخامس من شهر أيار حسب التقويم العبري)، عندما تلا ديفيد بن غوريون، الذي أصبح أول رئيس وزراء لإسرائيل، وثيقة إعلان الاستقلال التاريخية في متحف تل أبيب (الذي يُعرف اليوم بقاعة الاستقلال). هذا الإعلان جاء في ظل ظروف سياسية وعسكرية معقدة للغاية، حيث كانت القوات البريطانية تستعد للانسحاب الكامل من فلسطين بعد فترة انتداب دامت حوالي ثلاثة عقود، بدأت في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتفكك الإمبراطورية العثمانية.
لم يكن إعلان الاستقلال مجرد حدث رمزي، بل كان له تبعات فورية وعميقة. فقد جاء بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر 1947، والذي أوصى بتقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، مع وضع القدس تحت وصاية دولية. ومع انتهاء الانتداب البريطاني فعلياً في 15 مايو 1948، دخلت المنطقة في صراع عسكري عُرف بحرب الاستقلال (أو حرب النكبة بالنسبة للفلسطينيين)، والتي شكلت السنوات الأولى لدولة إسرائيل الفتية وكرست وجودها على الساحة الدولية.
احتفالات يوم هعتسماؤوت
تُقام احتفالات يوم الاستقلال في إسرائيل بأجواء مفعمة بالفرح والفخر الوطني، وتعتبر ذروة لسلسلة من أيام الذكرى الوطنية. تبدأ هذه الاحتفالات عادةً بعد غروب شمس يوم ذكرى شهداء وجنود إسرائيل (يوم هازيكارون)، في تحول رمزي من الحزن والحداد إلى الفرح والاحتفال بالوجود. تشمل الفعاليات الرسمية مراسم إضاءة الشعلات الاثني عشرة (التي تمثل أسباط إسرائيل القديمة)، وعروضاً عسكرية (تاريخياً، كانت هناك عروض كبيرة، لكنها اليوم تتركز على عروض جوية وبحرية رمزية)، وتكريمات شخصية للأفراد المتميزين. أما على الصعيد الشعبي، فيُشاهد المواطنون الألعاب النارية التي تضيء سماء المدن، يرفعون الأعلام الإسرائيلية في كل مكان من المنازل إلى المركبات، ويتجمعون في المتنزهات والحدائق لإقامة حفلات الشواء والنزهات العائلية، وتصدح الموسيقى والأغاني الوطنية في الشوارع والبيوت، مما يعكس حيوية المجتمع الإسرائيلي وارتباطه بهذه اللحظة التأسيسية التي حققت التطلعات التاريخية للعودة والسيادة.
سياق الانتداب البريطاني
لفهم أهمية يوم الاستقلال، من الضروري استيعاب سياق الانتداب البريطاني الذي سبق قيام الدولة. بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، تولت بريطانيا مسؤولية إدارة فلسطين بموجب تفويض من عصبة الأمم عام 1920. كان هذا الانتداب يهدف، جزئياً، إلى تنفيذ وعد بلفور لعام 1917، الذي دعم "إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين". طوال فترة الانتداب التي استمرت حوالي 28 عاماً (1920-1948)، شهدت فلسطين تزايداً ملحوظاً في الهجرة اليهودية، وتطوراً في المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اليهودية القائمة، وتصاعداً في التوترات بين المجتمعات العربية واليهودية. أدت هذه التوترات، إلى جانب تعقيدات سياسية إقليمية ودولية، إلى إعلان بريطانيا عدم قدرتها على إيجاد حل للصراع، وقرارها بإنهاء الانتداب وتقديم القضية إلى الأمم المتحدة، مما أدى في النهاية إلى قرار الأمم المتحدة بتقسيم الأرض وسحب بريطانيا لقواتها، ومهد الطريق لإعلان دولة إسرائيل.
أسئلة شائعة حول عيد الاستقلال الإسرائيلي
- ما هو عيد استقلال إسرائيل؟
- هو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بإعلان قيام دولتها المستقلة في عام 1948، متزامناً مع نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين. يُعرف بالعبرية بـ "يوم هعتسماؤوت" ويحمل رمزية عميقة لتأسيس الدولة اليهودية الحديثة.
- متى أُعلن استقلال إسرائيل؟
- أُعلن استقلال إسرائيل في 14 مايو 1948، وهو التاريخ الذي يوافق الخامس من شهر أيار في التقويم العبري، وهو اليوم الذي يتم فيه الاحتفال سنوياً بناءً على التقويم اليهودي.
- من أعلن استقلال إسرائيل؟
- أعلن ديفيد بن غوريون، الزعيم الصهيوني البارز والذي أصبح أول رئيس وزراء لإسرائيل، وثيقة إعلان الاستقلال في مراسم أقيمت في تل أبيب.
- ما هو دور الانتداب البريطاني في قيام إسرائيل؟
- كان الانتداب البريطاني هو الإطار الإداري الذي حكم فلسطين من عام 1920 حتى عام 1948 بموجب تفويض من عصبة الأمم. انتهى هذا الانتداب عشية إعلان الدولة، وقد أثرت سياساته، بما في ذلك وعد بلفور لعام 1917، على التطورات التي أدت إلى تزايد الهجرة اليهودية وتطور المؤسسات اليهودية، ومهد الطريق لقيام إسرائيل والصراع اللاحق في المنطقة.
- كيف يحتفل الإسرائيليون بيوم الاستقلال؟
- تتضمن الاحتفالات الرسمية مراسم إضاءة الشعلات وتكريمات وطنية، بينما يشارك الجمهور في الاحتفالات الشعبية مثل مشاهدة الألعاب النارية المذهلة، رفع الأعلام الإسرائيلية في كل مكان، إقامة حفلات الشواء والنزهات العائلية في المتنزهات والحدائق، والاستمتاع بالموسيقى والأغاني الوطنية التي تملأ الأجواء الاحتفالية.