يُعد يوم رفيق الحريري التذكاري، الذي يُصادف الرابع عشر من فبراير من كل عام، يوم عطلة وطنية ورسمية في لبنان. إنه ليس مجرد يوم إجازة، بل هو محطة تاريخية عميقة تهدف إلى تكريم ذكرى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، الشهيد رفيق الحريري، الذي اغتيل في حادث تفجير مروع عام 2005، والذي هزّ وجدان الأمة اللبنانية والعالم بأسره.
كان الرئيس رفيق الحريري، الذي وُلد في مدينة صيدا عام 1944، شخصية محورية في تاريخ لبنان الحديث. فبعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت خمسة عشر عاماً (1975-1990)، قاد الحريري، بصفته رئيساً للوزراء لعدة فترات، مرحلة إعادة الإعمار الشاملة، ساعياً إلى ترميم البنية التحتية المدمرة وإعادة لبنان إلى خريطة الاستثمار والسياحة العالمية. حظي بشعبية واسعة بفضل رؤيته الاقتصادية الطموحة التي هدفت إلى إعادة بيروت "جوهرة الشرق الأوسط" ومركزاً مالياً وثقافياً في المنطقة. كان يُنظر إليه كمهندس لنهضة لبنان الاقتصادية ورمز للاستقرار والسيادة الوطنية بعد سنوات الحرب الطويلة.
الجريمة التي هزت لبنان والعالم
في الرابع عشر من فبراير 2005، اهتزت العاصمة بيروت بفعل تفجير إرهابي ضخم استهدف موكب الرئيس الحريري على كورنيش عين المريسة البحري. لم يسفر الهجوم عن استشهاد الحريري فحسب، بل أودى بحياة 21 شخصاً آخرين، من بينهم أعضاء في فريقه الأمني والمدنيين، وتسبب في إصابة العشرات. هذه الجريمة النكراء لم تكن مجرد اغتيال سياسي؛ بل كانت نقطة تحول مفصلية في المشهد السياسي اللبناني، حيث أشعلت شرارة "ثورة الأرز" التي طالبت بالسيادة والحرية ورفض الوصاية الأجنبية، وأدت إلى انسحاب القوات السورية من لبنان بعد عقود من الوجود.
إحياء الذكرى وتحقيق العدالة
في هذا اليوم، تتوقف الحياة العامة في لبنان، وتُغلق المؤسسات الرسمية والمدارس والبنوك تعبيراً عن الحداد والتكريم. تُقام الفعاليات التذكارية المتنوعة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك التجمعات الشعبية ووضع أكاليل الزهور على ضريح الرئيس الحريري في وسط بيروت، بالقرب من مسجد محمد الأمين الذي ساهم في بنائه. إنه يوم للتأمل في مسيرة الحريري وإرثه الكبير، وللتأكيد على ضرورة تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة التي ما زالت تداعياتها تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية.
لقد أدت هذه الجريمة البشعة إلى تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان (STL) بقرار من مجلس الأمن الدولي (القرار 1757) للتحقيق في الاغتيال ومحاكمة المتورطين. وعلى الرغم من التحديات، أصدرت المحكمة أحكاماً في هذه القضية، مؤكدة على مبدأ عدم الإفلات من العقاب وضرورة كشف الحقيقة وتحقيق العدالة كركيزة أساسية للاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان.
أسئلة متكررة حول يوم رفيق الحريري التذكاري
- ما هو يوم رفيق الحريري التذكاري؟
هو يوم عطلة رسمية وطنية في لبنان يُخصص لتكريم ذكرى رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل في تفجير عام 2005.
- متى يتم الاحتفال بيوم رفيق الحريري التذكاري؟
يُصادف هذا اليوم الرابع عشر من فبراير من كل عام.
- لماذا يُعد يوم رفيق الحريري التذكاري مهماً للبنان؟
يُعد يوماً مهماً لأنه يُحيي ذكرى شخصية محورية في إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، كما أنه يرمز إلى نقطة تحول سياسية كبرى في تاريخ البلاد، ويُذكّر بأهمية العدالة والسيادة الوطنية.
- ماذا حدث لرفيق الحريري؟
اغتيل رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 إثر تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت، مما أودى بحياته وحياة 21 شخصاً آخرين.