يحتفل الكنديون بعيد الشكر (Thanksgiving) في يوم الإثنين الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، وهو يوم عطلة وطنية رسمية في معظم أنحاء البلاد. يُعد هذا اليوم فرصة للموظفين للاستمتاع بإجازة مدفوعة الأجر، حيث تُغلق غالبية الشركات والمؤسسات الحكومية والمدارس أبوابها، بينما تعمل وسائل النقل العام في كثير من المدن لساعات محدودة أو وفق جداول زمنية خاصة بالعطلات.

جذور عيد الشكر الكندي وتاريخه

على عكس عيد الشكر في الولايات المتحدة، الذي يُحتفل به في الخميس الرابع من نوفمبر ويرتبط بقصة المستوطنين الحجاج (Pilgrims) وسكان أمريكا الأصليين، يمتلك عيد الشكر الكندي جذورًا تاريخية مختلفة ومُبكّرة. غالبًا ما يُنسب أول احتفال بعيد الشكر في أمريكا الشمالية إلى المستكشف الإنجليزي مارتن فروبيشر عام 1578، الذي أقام حفلًا في نيوفاوندلاند للاحتفال بنجاته من رحلة بحرية خطرة. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الاحتفالات لتشمل تقاليد جلبها المستوطنون الأوروبيون، خاصة الموالين للإمبراطورية البريطانية الذين هاجروا إلى كندا بعد الثورة الأمريكية. كانت هذه الاحتفالات في جوهرها مهرجانات للحصاد، تُعبر عن الشكر على غلة وفيرة ومواسم زراعية ناجحة. لم يُحدد اليوم الثاني من أكتوبر كعيد الشكر الرسمي إلا في عام 1957، بموجب إعلان من البرلمان الكندي، ليصبح يومًا ثابتًا للاحتفال بالشكر على الحصاد والعطاءات.

احتفالات عيد الشكر الكندي: لم الشمل والمائدة العامرة

يُعد عيد الشكر يومًا بارزًا للتجمعات العائلية الدافئة، حيث تجتمع العائلات من جميع أنحاء البلاد للاستمتاع بوجبة عشاء فاخرة تُعد محور الاحتفال. التقليد الأكثر شيوعًا هو تحضير الديك الرومي المشوي، والذي يُقدم عادةً مع حشوة الخبز (stuffing) وبطاطس مهروسة وصلصة الجريفي الغنية وصلصة التوت البري الحلوة اللاذعة. ولا تكتمل المائدة دون مجموعة متنوعة من المنتجات الموسمية التي تعكس غلة الخريف الوفيرة، مثل اليقطين المحمّر أو حساء القرع، وذرة الموسم، والخضروات الجذرية المتنوعة، وفطيرة اليقطين الشهيرة للتحلية. ورغم غلبة هذه التقاليد، إلا أن العائلات الكندية ذات الأصول الثقافية المتنوعة غالبًا ما تُضفي لمساتها الخاصة على المائدة، حيث قد تُعد وجبات غير تقليدية تعكس تراثها الخاص، مُظهرةً بذلك النسيج الثقافي الغني الذي يميز كندا.

عطلة نهاية الأسبوع الطويلة وجمال الخريف

تُشكل عطلة عيد الشكر التي تستمر لثلاثة أيام (من السبت إلى الإثنين) فرصة ذهبية للكنديين للانفصال عن روتين العمل والاستمتاع بجمال الطبيعة الخريفية الساحرة. يغتنم الكثيرون هذه الفرصة للسفر لمسافات قصيرة أو قضاء إجازة مريحة في بيوت العطلات الخاصة بهم، أو الكبائن الريفية، أو حتى القيام برحلات تخييم لمُحبي الهواء الطلق، إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك. وتتميز هذه الفترة من العام بأجواء الخريف الدافئة المعتدلة، وألوانها المبهرة التي تُلون غابات أشجار القيقب والبلوط بأروع درجات الأحمر والبرتقالي والأصفر الذهبي، مما يجعلها مثالية للمشي لمسافات طويلة في الطبيعة، أو القيادة على الطرق الريفية للاستمتاع بالمناظر الخلابة، والتقاط الصور التذكارية.

أسئلة شائعة حول عيد الشكر الكندي

متى يُحتفل بعيد الشكر في كندا؟
يُحتفل بعيد الشكر الكندي في يوم الإثنين الثاني من شهر أكتوبر من كل عام.
هل عيد الشكر الكندي عطلة رسمية؟
نعم، إنه يوم عطلة وطنية رسمية في معظم مقاطعات وأقاليم كندا، مما يعني أن معظم الشركات والمؤسسات الحكومية تُغلق أبوابها، ويتمتع الموظفون بيوم إجازة مدفوعة الأجر.
ما هو الفرق بين عيد الشكر الكندي والأمريكي؟
يُحتفل بعيد الشكر الكندي في أكتوبر وله جذور تاريخية مختلفة تعود إلى المستكشفين الأوائل ومهرجانات الحصاد. أما عيد الشكر الأمريكي فيُحتفل به في نوفمبر ويرتبط بقصة المستوطنين الحجاج في بليموث.
ما هي التقاليد الأساسية لعيد الشكر في كندا؟
تتضمن التقاليد الأساسية التجمعات العائلية لتناول عشاء فاخر، حيث يُقدم الديك الرومي المشوي مع الأطباق الجانبية الموسمية مثل البطاطس المهروسة وصلصة التوت البري وفطيرة اليقطين. كما يستغل الكثيرون العطلة الطويلة للسفر أو الاستمتاع بجمال الخريف.
هل تظل المحلات مفتوحة في عيد الشكر الكندي؟
معظم المحلات التجارية والبنوك والمدارس والمكاتب الحكومية تُغلق في عيد الشكر. ومع ذلك، قد تفتح بعض المتاجر الصغيرة أو الصيدليات أو المطاعم أبوابها لساعات محدودة، وتعمل خدمات الطوارئ والنقل العام بجداول زمنية معدلة.