يُعدّ أكشايا تريتيا، المعروف أيضًا باسم "أخا تيج"، أحد أبرز وأقدس المهرجانات الربيعية في التقويم الهندوسي والجايني. كلمة "أكشايا" في اللغة السنسكريتية تعني "الأبدي" أو "الذي لا يفنى" أو "الذي لا ينقص أبدًا"، بينما "تريتيا" تشير إلى "اليوم القمري الثالث". وبالتالي، يحمل اسم المهرجان في طياته وعدًا بالرخاء والنجاح الدائمين، وهو اعتقاد راسخ يجعل منه يومًا مباركًا للغاية لبدء أي مسعى جديد أو شراء الأصول التي ترمز إلى الازدهار.

متى يُحتفل بأكشايا تريتيا؟

يُحتفل بهذا اليوم الميمون سنويًا في اليوم القمري الثالث من "شوكلا باكشا" (المرحلة المشرقة من القمر) في شهر "فايساخا" (Vaisakha)، وهو الشهر الثاني في التقويم الهندوسي القمري الشمسي. يتزامن هذا التاريخ عادةً مع أواخر شهر أبريل أو أوائل شهر مايو حسب التقويم الغريغوري، مما يجعله يقع في قلب فصل الربيع، موسم التجديد والنمو والوفرة الطبيعية.

لماذا يعتبر أكشايا تريتيا يومًا ميمونًا؟

تكمن قدسية أكشايا تريتيا في العديد من الأساطير الهندوسية والجاينية التي تروي أحداثًا مهمة يُعتقد أنها وقعت في هذا اليوم، مما يجعله مثاليًا للبركات الأبدية والنجاح المتواصل. يُعتقد أن أي عمل صالح، استثمار، أو بداية تتم في هذا اليوم، ستكون ذات نتائج دائمة ومضاعفة، سواء على الصعيد المادي أو الروحي. من أبرز هذه الأساطير والأسباب:

كيف يُحتفل بأكشايا تريتيا؟

يُحتفل بأكشايا تريتيا على نطاق واسع في جميع أنحاء الهند ونيبال، وفي مجتمعات الشتات الهندية حول العالم. وتختلف الطقوس قليلًا بين المناطق والطوائف، ولكن يجمعها هدف واحد: جذب الرخاء الدائم والبدايات الميمونة:

أكشايا تريتيا في الجاينية

في الديانة الجاينية، يحمل أكشايا تريتيا أهمية خاصة ومرتبطة بتقليد مختلف تمامًا عن الهندوسية. يُحتفل به لكسر صيام "تيرا بانث" (Tirthankara Rishabhanatha) الألفي، وهو أول تيرثانكارا (معلم روحي) في الجاينية. وفقًا للأسطورة، أنهى ريشابهاناثا صيامًا طويلاً جدًا (استمر لمدة عام كامل) بشرب عصير قصب السكر من يد الملك شريانشا. يُعتبر هذا اليوم ميمونًا في الجاينية لأنه يمثل نهاية الجوع والبدء في الرخاء الروحي، ويشجع على الصوم وتقديم التبرعات والعيش في وئام مع الطبيعة.

باختصار، أكشايا تريتيا ليس مجرد يوم احتفالي، بل هو تجسيد للإيمان بالبركة الأبدية والفرص المتجددة. إنه يوم يلتقي فيه القديم بالجديد، وتقدم فيه الصلوات الصادقة لجلب الرخاء والازدهار على جميع المستويات، الروحي والمادي، مما يجعله محفورًا بعمق في نسيج الثقافة الهندية والنيبالية، ورمزًا للإيمان بالوفرة التي لا تنضب.

أسئلة متكررة حول أكشايا تريتيا

ما هو المعنى الحرفي لاسم "أكشايا تريتيا"؟
تعني كلمة "أكشايا" في السنسكريتية "الأبدي" أو "الذي لا يفنى" أو "الذي لا ينقص أبدًا"، و"تريتيا" تعني "اليوم القمري الثالث". وبالتالي، يشير الاسم إلى "اليوم الثالث الأبدي" أو "اليوم الثالث الذي يجلب البركات الدائمة".
ما هي أهمية شراء الذهب في أكشايا تريتيا؟
يُعتقد أن شراء الذهب في هذا اليوم يجلب الرخاء والثروة المستدامة، حيث يرمز الذهب إلى الثبات والقيمة الدائمة، ويتماشى مع معنى "أكشايا" (الذي لا يفنى). إنه يُنظر إليه كاستثمار يجلب البركة والخير المتزايد، ويُنصح بالاحتفاظ به كرمز للازدهار المستمر في المنزل.
هل يقتصر الاحتفال بأكشايا تريتيا على الهندوس فقط؟
لا، بينما يحتفل به الهندوس على نطاق واسع جدًا كواحد من أقدس الأيام للبركات الأبدية، يحمل هذا اليوم أيضًا أهمية خاصة في الديانة الجاينية، حيث يرتبط بكسر صيام التيرثانكارا ريشابهاناثا. كما يحتفل به في نيبال وفي مجتمعات الشتات الهندية حول العالم.
لماذا يعتبر أكشايا تريتيا يومًا ميمونًا لبدء المشاريع الجديدة؟
بسبب الاعتقاد بأن أي شيء يتم البدء به في هذا اليوم سيحقق نجاحًا أبديًا ولا يفنى، يُعتبر أكشايا تريتيا يومًا مثاليًا لإطلاق مشاريع تجارية جديدة، توقيع عقود مهمة، شراء عقارات، أو حتى الزواج. يُعتقد أن قوة "أكشايا" تضمن نموًا وازدهارًا مستمرين لهذه المساعي.