يُعدّ شيميني أتزيريت (שמיני עצרת)، والذي يعني حرفياً "تجمّع اليوم الثامن" أو "اختتام اليوم الثامن"، عيداً يهودياً فريداً يتم الاحتفال به مباشرة بعد سبعة أيام من عيد سوكوت (المظال). ورغم قربه الشديد من سوكوت، فإنه يُعتبر عيداً مستقلاً بذاته، يحمل طابعه الخاص ومغازيه الروحية العميقة التي تتجلى في جوٍ من البهجة والتأمل.

هو بمثابة استراحة بعد فترة مكثفة من الأعياد اليهودية الرئيسية التي تبدأ برأس السنة العبرية (روش هاشانا) وتتواصل بيوم الغفران (يوم كيبور) ثم عيد سوكوت. في هذا اليوم، يُقال إن الله يطلب من شعبه البقاء ليوم إضافي معه، كنوع من الوداع الحميمي بعد كل الفرح والتقارب الروحي الذي شهدته الأعياد السابقة.

الموعد الزمني: في شهر تشري

يقع شيميني أتزيريت في اليوم الثاني والعشرين من شهر "تشري" (Tishrei)، وهو الشهر السابع في التقويم المدني اليهودي والأول في التقويم الديني، ويُعرف بكونه شهر الأعياد الكبرى. تاريخياً، يتزامن هذا اليوم عادةً مع أواخر شهر سبتمبر أو أوائل شهر أكتوبر في التقويم الميلادي، مما يجعل أجواء الخريف الباردة تبدأ بالحلول، بينما الأجواء الروحية تبقى دافئة ومفعمة بالحب الإلهي.

فروقات الاحتفال الجغرافية

تختلف مدة الاحتفال بشيميني أتزيريت بين داخل دولة إسرائيل وخارجها:

• في إسرائيل: يُحتفل به في يوم واحد فقط، وهو اليوم الثاني والعشرون من شهر تشري. في هذا اليوم، يتم دمج عيد "سيمحات توراة" (Simchat Torah)، أي "فرحة التوراة"، والذي يحتفي بانتهاء الدورة السنوية لقراءة التوراة والبدء بدورة جديدة فوراً.

• خارج إسرائيل (الشتات): يُحتفل بشيميني أتزيريت لمدة يومين، أي في اليومين الثاني والعشرين والثالث والعشرين من شهر تشري. هذا التقليد، المعروف باسم "يوم طوف شيني شيل غالويوت" (اليوم الثاني للعيد في الشتات)، يعود إلى شكوك قديمة حول تحديد التاريخ الدقيق للأعياد. في اليوم الثاني (23 تشري)، يتم الاحتفال بعيد سيمحات توراة بشكل أساسي ومركز.

المعاني والطقوس

يُعتبر شيميني أتزيريت خاتمة لأعياد الخريف، ويتميز بالابتعاد عن بعض طقوس عيد سوكوت، مثل الجلوس في المظلة (السوكا) واستخدام "اللولاف" و"الإتروج". بدلاً من ذلك، يتحول التركيز إلى الصلاة والتأمل وشكر الله على الأمطار، ويُعرف اليوم أيضاً بصلاة خاصة للمطر تُدعى "تيفيلات غيشيم".

أما سيمحات توراة، فهو احتفال بهيج للغاية يتميز بالرقص والغناء حول لفائف التوراة في المعابد، تعبيراً عن الفرح العميق بتعليمات الله وعلاقته المستمرة بشعبه. إنها لحظة يتم فيها تجديد الالتزام بالدراسة والتطبيق العملي لتعاليم التوراة، مع الإدراك بأن المعرفة لا نهاية لها والتعلم لا يتوقف أبداً.

الأسئلة الشائعة حول شيميني أتزيريت

ما هو الفرق بين شيميني أتزيريت وسوكوت؟

على الرغم من أن شيميني أتزيريت يأتي مباشرة بعد سوكوت، إلا أنه يُعتبر عيدًا مستقلاً. في سوكوت، تُمارس طقوس مثل الجلوس في المظلة واستخدام الأربع أنواع من النباتات، بينما في شيميني أتزيريت، لا تُمارس هذه الطقوس، ويركز العيد على الصلوات والتأمل وفرحة التوراة.

لماذا يُحتفل بشيميني أتزيريت ليومين خارج إسرائيل؟

يعود تقليد الاحتفال بيومين خارج إسرائيل (في الشتات) إلى عصور قديمة عندما كانت هناك صعوبة في تحديد اليوم الدقيق لبداية الشهر القمري. ولضمان عدم تفويت العيد، كان يُحتفل به ليومين، وهو تقليد استمر حتى بعد توحيد التقويم.

ما هو عيد سيمحات توراة وما علاقته بشيميني أتزيريت؟

سيمحات توراة (فرحة التوراة) هو عيد يحتفل فيه اليهود بانتهاء الدورة السنوية لقراءة أسفار التوراة والبدء بدورة جديدة فورًا. في إسرائيل، يتم الاحتفال بسيمحات توراة في نفس يوم شيميني أتزيريت (22 تشري). أما خارج إسرائيل، فيُحتفل به في اليوم الثاني من شيميني أتزيريت (23 تشري).

ما هي أهمية شهر تشري في التقويم اليهودي؟

يُعرف شهر تشري بأنه "شهر الأعياد"، حيث يضمّ العديد من أهم الأعياد اليهودية المتتالية: رأس السنة العبرية (روش هاشانا)، يوم الغفران (يوم كيبور)، عيد المظال (سوكوت)، وأخيراً شيميني أتزيريت/سيمحات توراة. هذه الفترة تُعدّ فترة مركزية للتأمل، التوبة، والفرح الروحي في التقويم اليهودي.